اليأس والتوتر النفسى :
الفشل فى أمر من أمور حياتنا اليومية ليس غريبا على أحد فمن منا لا يفشل أو يتعرض للسقوط فلكل جواد كبوة وليس العيب أن يخطىء الإنسان أو يتعرض للفشل ولكن العيب أن يتمادى الإنسان فى أخطائه والعيب الأكبر أن يستمر فى السقوط ويقع فريسة للفشل ويحيط نفسه بهالة من الهموم والغضب الذى يؤدى إلى السخط على المجتمع وعلى كل من حوله يحملهم أسباب فشله وتنتابه الشكوك فى قدرته على الخوض .
وتكون الطامة الكبرى بالوقوع فى خطر الإدمان ويدمر البقية الباقية منه والسقوط فى أول أضلاع مثلث الرعب .
عدم التكيف النفسى :
سمة الخلق هى التكيف فالبقاء للأقوى والأصلح فمن استطاع التكيف بقى واستمر ومن لم يستطع هلك واندثر وأكبر دليل على ذلك أن الديناصورات العملاقة التى لم تستطع التكيف هلكت واندثرت وأصبحت أثرا بعد عين رغم ضخامتها وقوتها . وإذا رأينا أضعف الحشرات وأهونها مثل البعوضة وغيرها استطاعت التكيف مع ظروف البيئة فبقيت واستمرت ، فالتكيف مع ظروف الحياة ضرورة أساسية للاستمرار مهما صعبت ظروف الحياة ومهما كانت قسوتها فعلى الإنسان أن يتكيف معها وإلا ضاع فى مهب ريحها .
صور عدم التكيف النفسي
عدم التكيف مع المجتمع والآخرين أو عدم التكيف مع ظروف الحياة ومشاكلها يؤدى إلى ابتعاد الإنسان عن المجتمع الذى يعيش فيه وهجره واحتواء مشاكله وهمومه داخل صدره والانغلاق على نفسه وفقده الثقة فى كل من حوله والانعزال عن الآخرين والانطواء على نفسه .ولا شك أن هناك عوامل كثيرة تؤدى إلى فقد الإنسان لعملية التكيف وأهمها عدم تأهل الإنسان نفسيا وعلميا وأخلاقيا فى مجتمع ملئ بالصراعات التى توجب مواجهتها والتصدى لها ومحاولة الوصول إلى أنسب الأساليب لحلها والتعامل معها ، وجود مسئوليات واحتياجات فوق قدرة احتماله وعجز قدراته عن تلبية هذه الاحتياجات أو التصدى لهذه المسئوليات ..
الجهل بقواعد الإيمان :
وينسى الإنسان فى خضم الأحداث ذكر الله ويأخذ بالأسباب الدنيوية فقط وتلهيهم صراعاتهم عن ذكر الله متجاهلين أو متناسين أن كل شئ بأمر الله يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير ، نسوا أن يتسلحوا بسلاح الإيمان فى السراء والضراء وحين البأس ، نسوا الله فأنساهم أنفسهم فسقطوا فى صراع الدنيا تتقاذفهم أمواجها فى خضم مرير فضاقت نفوسهم بما رحبت الدنيا وما فيها
كيف تتجنب السقوط فى الهاوية ؟
بسم الله الرحمن الرحيم ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ) ."سورة الصف 11 "
التكيف وأهميته فى تحقيق الاتزان النفسى
بنظرة موضوعية فاحصة إلى أضلاع مثلث الرعب والسقوط فى براثنه التى لا ترحم نجد أن التنشئة السليمة للأبناء هى الجسر المتين الذى تعبر عليه الأجيال دون خطر السقوط متسلحين بالعلم والخلق القويم والإيمان العميق ، فالأسرة هى المحك الأول والحقيقى للإنسان ، فإذا نشأ فى مناخ أسرى تملأه المشاكل والخلافات العائلية والاضطرابات التى تعصف بكيان الأسرة جعلت كل فرد فيها يعانى عدم الاستقرار والكبت والاضطرابات النفسية وعدم التكيف مع محيط أسرته ومجتمعه وفقد قدرته على التأقلم مع الظروف المحيطة به بالإضافة إلى التشتت النفسي والضياع ومخالطة رفقاء السوء الذين يلهونه عن مشاكله بلحظات من السعادة الزائفة بعيدا عن المبادئ القويمة والأخلاق الكريمة .
أما تنشئة الأبناء فى جو أسرى سليم ، على أساس من الحب والأمان والاستقرار الأسرى بأسلوب تربوى سليم فى جو من الإيمان العميق وتعاليم الدين الحنيف الذي يطمئن النفوس ويهدى العقول إلى كل ما هو صالح ويقين على أساس من القدوة الصالحة للآباء والأمهات والمعلمين من شأنه أن يربى أجيالا تتمتع بالقيم والمبادئ والفكر المنظم والنفس المطمئنة .