الجزائر العاصمة
أسسها الفينيقيون في القرن الثالث ق.م. وحكمها الرومان واسموها ايكوزيوم، وبعد سقوط الامبراطورية الرومانية، وفد إليها كثيرون من العرب الذين خرجوا هروبا من الاندلس بعد زوال الحكم العربي عنها عام 1492 . واستولى العثمانيون عليها بقيادة خير الدين بربروسا عام 1511 وفي القرن الثامن عشر استقل داي الجزائر بها عن تركيا إلى ان احتلها الفرنسيون عام 1830 لتخرجهم منها ثورة الجزائر عام 1962 .
تتميز مدينة الجزائر بقسميها الاسلامي القديم والاوروبي الحديث، ويعرف القديم باسم «القصبة» بشوارعها الضيقة ومساجدها العديدة وقلعتها التي بنيت في القرن السادس عشر. والقصبة تعد تراثا معماريا تاريخيا هاما وسجلت من قبل منظمة اليونسكو كتراث عالمي سنة 1992. ومن معالمها: الحدائق، المرصد الفلكي، والمتحف الوطني، ودار الكتب الوطنية وجامعة الجزائر التي تأسست عام 1909. وفي القصبة كثير من القصور والمنازل الفاخرة ذات الطراز العربي الاسلامي ومن ابرز مساجدها المسجد الكبير ومسجد كتشاوة
ومن معالم مدينة الجزائر «رياض الفتح» وهو مجمع تجاري وثقافي يضم اسواقا حديثة ومطاعم وقاعات للسينما وفيه متحف المجاهدين الذي تعكس محتوياته المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر وفيه قرية لارباب الصناعات والحرف الشعبية التقليدية وتتخلله المساحات الخضراء الجميلة. وهذا المجمع (المتحف) مبني تحت الارض.
ومن معالم الجزائر نصب الشهيد الذي يشرف على مينائها وهو مبني على شكل نخلة طولها 92 مترا وحولها ثلاث شعب من البازلت ترمز الى النهضة الجزائرية في مجالاتها الثلاثة: الصناعية والزراعية والثقافية.
والجزائر العاصمة هي اكبر مدن البلاد ويسكنها نحو 5،3 مليون نسمة وهي تقع على شاطئ المتوسط في منتصف الطريق الساحلي الذي يربط تونس شرقا بالمغرب وهي من أجمل مدن ساحل البحر الابيض المتوسط الجنوبي، وتنتشر احياؤها ومبانيها فوق مجموعة من التلال المطلة على البحر، كما تنتشر على منحدراتها وسفوحها وفي السهل المنبسط تحتها غابات النخيل واشجار الليمون والبرتقال والزيتون
تيبازة: وهي موقع يضم آثارا فينيقية ورومانية ماثلة، وفيها الآن اماكن للخدمات السياحية المتطورة من فنادق فخمة وقرى سياحية ومطاعم فاخرة. ومن اماكن الجذب السياحي في منطقة العاصمة مدينة «شرشال» السياحية.
الضريح الملكي الموريطاني - تيبازا
آثار شرشال - تيبازا
وهـــــــــران
او الباهية كم يطيب لأهلها ان يسموها وهي ثاني أكبر مدينة في الجزائر وعاصمة الغرب الجزائري وهي واقعة على ساحل البحر الابيض المتوسط في اقصى غرب البلاد، وميناؤها من اشهر موانئ المتوسط وهي مركز تجاري هام وترتبط بداخل البلاد، وبتلمسان والمغرب بخط للسكة الحديدية وفيها صناعات مزدهرة مثل البتروكيماويات والحديد والصلب.
وهران مدينة قديمة جدا ولكن تأسيسها يعود عموما إلى التجار الاندلسيين والمغاربة في القرن العاشر الميلادي (937م). احتلها الاسبان عام 1509 الذين طردوا على ايدي العثمانيين عام 1792م. الى ان احتلها الفرنسيون 1838م حتى استقلال الجزائر. ومدينة وهران تجمع بين طرازين للمعمار احدهما حديث على أيدي الفرنسيين والثاني قديم على الطراز الاندلسي الاسباني وهي محاطة بكروم العنب، وطقسها لطيف ويسود المعيشة فيها جو من الهدوء. أما شوارعها فتمتلئ بالحركة والنشاط.
ومن معالم المدينة حي الدرب وحي المدينة الحديثة وساحة الاول من نوفمبر وجامع الباشا المبني عام 1796م وهناك على الشاطئ ارصفة يحلو فيها التنزه عصرا ومساء. وفي منطقة وهران توجد عين الترك السياحية التي تتوافر فيها الفنادق وفيها مجمع الاندلس السياحي المطل على خليج على المتوسط. وفيه برج سانتا كروز الذي أسسه الاسبان.
ومن المدن المجاورة لوهران مدينة مستغانم الساحلية التي تعد مزيجا من التراث الاندلسي والتركي وتشتهر هذه المدينة بكونها منبعا للفنون والموسيقى والثقافة وفيها مسرح مكشوف. وفي منطقة وهران توجد مدينة معسكر الامازيغية القديمة وهي عاصمة الامير عبدالقادر الجزائري الذي ينتمي الى قبائل بني شقران والذي قاد المقاومة ضد الفرنسيين من عام 1832الى عام 1849م وفي هذه المنطقة تكثر الينابيع والحمامات المعدنية ذات الاصول الرومانية.
قسنطــينــة
هي ثالث اكبر مدن الجزائر وتبعد عن العاصمة 400 كم وتقع على مرتفع يبلغ نحو 534 مترا فوق سطح البحر ثم تنحدر نحو المتوسط وبالقرب منها جبال الاطلسي، وقسنطينة مدينة قديمة جدا وقد احتفلت مؤخرا بذكرى مرور 2500 عام على تأسيسها من قبل القرطاجيين ثم حكمها الرومان، وفي عهد الملك دومينوس قامت فيها ثورة عام 313م تصدى لها الملك قسطنطين الاكبر ولحقها دمار كبير فأعاد بناءها ومنذ ذلك الحين تعرف باسمه وكانت قبل ذلك تحت حكم النوميديين وعرفت باسم «سرتا» وتشتهر قسنطينة بجسورها المعلقة وبالمزارع المحيطة بها وتزدهر فيها صناعة الآليات وبخاصة الجرارات الزراعية والمنسوجات والصناعات الجلدية.
وتبرز قسنطينة باعتبارها مركزا لدور العلم وتعليم القرآن الكريم وتخرج منها علماء ومفكرون اسلاميون بارزون منهم عبدالحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين وتزخر المدينة بالمعالم التاريخية والدينية ومنها الجامع الكبير الذي يعود بناؤه الى القرن الثالث عشر وضريح سيدي راشد وفيها قصر الباي احمد الذي يعد نموذجا رائعا لفن العمارة العربية الاسلامية وفيها حمام سيدي مير للمياه الساخنة. اما وسط المدينة فهو بحد ذاته مقصد سياحي متميز الى جانب كونه ملتقى لكل الطرق ومركز النشاط والحركة للمدينة.
ومما يشار اليه في قسنطينة هو انها واحدة من مراكز الموسيقى الاندلسية كما يشار إلى تميز مطبخها بالوجبات التقليدية الشهية بالاضافة الى منتوجاتها من الصناعات الحرفية التقليدية كالنحاسيات والتطريز بخيوط الذهب وهو الفن المعروف باسم «القندورة» والذي يمكن مشاهدة الحرفييين وهم يقومون به في دكاكينهم في اسواق المدينة القديمة.
عنابة
هي رابع كبريات المدن الجزائرية، ومن أبرز الموانئ على المتوسط وتقع الى اقصى الشمال الشرقي من البلاد، وهي مدينة تاريخية أسسها الفينيقيون وحكمها الرومان واطلقوا عليها اسم «هيبوريغيوس» واستولى عليها الفندل عام 431.
وفي القرن السابع الميلادي اصبحت عنابة تحت الحكم العربي الاسلامي مدينة هامة وميناء تجاريا نشطا
ثم استولى الاسبان عليها في القرن السادس عشر ثم الفرنسيون عام 1832 الى ان نالت كبقية مدن الجزائر استقلالها عام 1962 .
ومن ابرز معالم عنابة المسجد الكبير وكاتدرائية القديس اوغسطين وهو فيلسوف ولد وترعرع في الجزائر قبل اكثر من 1500عام وقد وضعت وزارة السياحة الجزائرية برنامجا سياحيا للتعريف به ومما يشار اليه ان لهذا القديس 18 مليونا من الاتباع لا سيما في الولايات المتحدة حيث بنوا هناك اكثر من 500 كنيسة.
وعلى مرتفعات عنابة توجد حاليا مرافق سياحية تضم منتجعا للاستجمام وممارسة الرياضة. وتعتبر عنابة اليوم مركزا تجاريا وصناعيا هاما حيث يوجد بها مجمع مرموق للحديد والصلب ومصانع لتسييل الغاز وتكرير النفط وللكيماويات وتعليب الأغذية وانتاج الفلين والاسمنت وتخدمها شبكة الخطوط الحديدية وهي مركز مهم لتصدير الحديد والفوسفات والحمضيات.
جـــيـــجـــــل
ميناء تجاري قديم أسسه الفينيقيون وتعاقب عليها كل من الرومان والاسبان والاتراك
وتتميز جيجل بجبالها وكهوفها المدهشة وحولها غابات كثيفة تشكل بخضرتها مع زرقة مياه البحر مشهدا خلابا وتزخر بمعالم اثرية كثيرة جعلت منها مقصدا لآلاف السياح الذين يفدون اليها حيث يجدون المرافق والخدمات السياحية المتميزة ومن معالمها الكورنيش البحري المطل على مناظر غاية في الروعة وكذلك توجد بها حديقة كبرى تضم اصنافا نادرة من الحيوانات والطيور.
الــبــلـــيــدة
مدينة تقع في شمال الجزائر على سفوح جبال الاطلسي الى الجنوب من سهل متيجة وهي مركز اداري وتجاري وتشتهر بمنتجاتها الزراعية وهي محاطة بالحدائق وكروم البرتقال والزيتون واشجار اللوز وحقول القمح والشعير والتبغ وشتى اصناف الفاكهة وتشتهر بانتاجها لمستخلصات الازهار، وفيها مرتفعات الشريعة المشهورة بمرافق التزلج على الثلوج خلال فصل الشتاء.
وقد بناها الاندلسيون عام 1553م فوق موقع عسكري روماني وطوروا فيها عمليات الري الزراعي ولحق الدمار بأبنيتها القديمة بفعل الهزات الارضية وبخاصة في القرن التاسع عشر.
بجــايــة
تقع على ساحل المتوسط وشاطئها مطل على خليج في مشهد فائق الجمال يجمع بين الغابات الخضراء ومياه البحر وتزدهر فيها الخدمات السياحية للمدن البحرية حيث المسابح والشواطئ والرمال النظيفة والمطاعم التي تقدم اشهى الوجبات من ثمار البحر واسماك المتوسط.
وهي الى ذلك من اهم مرافئ النفط الجزائرية حيث تصب في خزاناتها انابيب النفط الآتية من آبار حاسي مسعود في أقصى الجنوب ومنها للتصدير الى انحاء العالم. وهي ايضا مدينة تجارية وصناعية تزدهر فيها الحرف التقليدية الى جانب الصناعات الحديثة واهمها البتروكيماويات والمستحضرات الكيماوية كالادوية والمنظفات والمبيدات.
وهي ايضا كمدن المتوسط حكمها الرومان بعد تغلبهم على قرطاجة ثم اتخذها الوندال عاصمة لهم في القرن الخامس. تعاقب على حكمها البربر فالاسبان ثم العثمانيون فالفرنسيون الى الاستقلال. ومن ابرز معالمها الجامع الذي بني في القرن السادس عشر وقلعة بناها الاسبان عام 1545م. اقترن اسمها بصناعة الشموع اذ كانت تصدر مادتها الخام ولذلك أخذت الشموع اسمها بالفرنسية (Bougie) وكذلك شموع الاحتراق «بوجيات» المستخدمة في محركات السيارات.
تلمسان
مركز ولاية تلمسان وتقع على مسافة 600 كم الى الغرب من الجزائر العاصمة وهي محاذية للحدود المغربية إلى الجنوب الغربي من وهران وتعتبر من اهم مراكز التاريخ والآثار في الجزائر وبخاصة تراثها المعماري العربي الاسلامي، وقد استقر فيها الاندلسيون العرب بعد رحيلهم من الاندلس عام 1292. وبنيت في منطقة تلمسان المدينة القديمة المعروفة باسم «اغادير» والحديثة واسمها «تافرزت» في القرن الثامن الميلادي وأعاد بناءها السلطان الموحدي «يوسف بن تاشفين» واطلق عليها اسم تاغرارت.
تحيط بتلمسان الى جهة الجنوب سفوح جبال الاطلسي وهي غنية بالحدائق والكروم والواحات، وتشتهر بصناعة المفروشات والسجاد والجلود والمنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية واستخراج الزيوت النباتية والاسمدة. وقد ازدهرت ايام المرابطين بمراكزها الدينية وفيها عدد كبير من المساجد التاريخية الرائعة كالجامع الكبير وجامع سيدي بلحسن وضريح الوالي الصالح سيدي بومدين.
وفي تلمسان مقاصد سياحية هامة، تحوي مرافق طبيعية خلابة وخدمات راقية ومنها: محطة حمام شيغر للعلاج بالمياه المعدنية الساخنة وحمام بوغرارة، وفيها شلالات «لوريط» بمياهها العذبة وفيها عدة واحات خضراء وسهول خصبة