من سمات هذا الدين العظيم، وصفاته المستديمة التوسط والاعتدال في جميع الأمور، في العقائد، والعبادات، والمعاملات، والمباحات، إذ لا تفريط فيه ولا إفراط، ولا تشدد وتزمت، ولا تسيب وتفلت، تتمثل هذه السمة أصدق تمثيل عند أهل السنة والجماعة، الفرقة الناجية، نقاوة المسلمين.
وكلنا بغيتنا ومرادنا ارضاء الله عز وجل, وتجنب نواهيه وغضبه قدر المستطاع
ولكننا من الكثير عندما يغمس في ارضاء الله او نفسه او اي موضوع شاغله يغطس بالوسوسة لماذا
أولا:يأتيك الشيطان بالكبائر فيحرضك ويشجعك ويبسطها امامك لتفعلها فما فعلتها وقلت له لااااا اعصي الاله
فيبحث الشيطان عن طريق آخر
ثانيا:يأتيك بالصغائر ويشجعك عليها .......... وتفعل أنت كما فعلت سابقا وتكون أشد ايمانا بالله
فينصرف الشيطان خائبا ولا يجد طريقا لانحرافك
ولما يجدك الشيطان بهذه الصورة يأتيك عند ايمانك والشيطان يأتي للانسان ويوسوس له حسب عقليته ونفسه وشخصه
فيقول لك عند الصلاة: صلاتك خاطئة أعدها ونسيت قراءة سورة او اي شيء من اعمال الصلاة والا فيسخط الله عليك ويدخلك النار ويصور لك كل العذاب والاهوال . ثيابك نجس اخلعه والا فان الله لن يقبل لك صلاة. فمنا الكثير من يفعل كما يقول, باعتقاده ما قاله الشيطان غضب لله.
عند الوضوء: يقول لك وضوءك خلاف ما يرضي الله نسيت شيء .........الخ
عند فعل الخيرات: انت مراء , لو انت بالفعل مراء لما تضايقت من الرياء فالمراء يفعل لاجل الرياء.
يجعلك تعمل البدع: صلي أكثر, زد من السنن , اكثر من عدد الصلوات والعديد من البدع........الخ
فالبدع شر ونهى عنها الاسلام.
وخطورتها:
وقد كان النبي ، يكرر في خطبته في كل جمعة قوله ( إن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) رواه مسلم وقد ثبت أنه ، خط مرة خطا مستقيما ، وخط عن يمينه وشماله خطوطا منحرفة ،وقال ( هذا سبيلي ـ يعني المستقيم ـ وهذه ـ يعني المنحرفة ـ سبل ، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ـ يعني البدع وقرأ قوله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ـ الأنعام : 153.
العلاج من الوسوسة
عند الصلاة, الوضوء, فعل الخيرات, الطهارة , النظافة, بين الناس, البدع و في جميع مجالات الحياة
النجاة والذكاء والراحة عندما تدعه يوسوس ولا تسمع له اية كلمة
فانت ليس من شغلك ان تقول صلاتي صحيحة او خاطئة فالله يحاسب ويعاقب كما يشاء واعمل ما يرضي الله وتوكل عليه وهل سمعت نبيا او صحابيا عاد الصلاة عدة مرات او توضأ مئة مرة أو
أي شيء عنهم.
هل تخبر القصة التي قالت عن صحابيان او رجال زمن النبي أو قبله(قديما) ذهبا ليصليا فتبللت ملابسهم بالماء فاراد واحد منهم ان يأل هل الماء نجة ام نظيفة فامره الآخر بالانصراف وصلا دون ان يتطهرا من الماء
يا اخي دعك من الوسوسة فالحرام بيّن والحلال بيّن
وايضا امور اخرى تعالج الوسوسة:
1- أن يعلم المبتلى بذلك أن ما أصابه مرض ابتلاه الله به لحكمة فيصبر على ذلك ويحتسب و يتعاطى الأسباب التي تخففه أو تمنعه بالكلية. قال تعالى ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ).
2- أن يكثر العبد من الإستعاذة بالله من شرور الشيطان وأن يلتجأ بالله ويعتصم به. قال تعالى ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).
3- أن يطلب العون من الله ويحسن التوكل عليه. ويوقن أنه لا يمنعه من الشيطان ويقيه إلا الله. ومن استعان بالله على أحد من خلقه كفاه شره وعصمه ووقاه منه ويسر أمره. قال تعالى ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ). وقال تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ).
4- أن يكثر من الدعاء الصادق لا سيما في الأوقات والأماكن الفاضلة ويطرح بين يدي الله ويدعو دعوة المضطرين بخوف وإنابة وحسن ظن بالله. قال تعالى ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ).
5- إذا هجم الوسواس عليه قطع التفكير به ولم يستسلم وينقد له بل إشتغل بأمر آخر ديني أو دنيوي نافع. وينبغي له أن يملأ وقته ويومه بكثير من الأعمال والبرامج و لا يبقى فارغا يتسلط التفكير عليه. قال رسول الله : ( يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول من خلق كذا وكذا ؟ حتى يقول له من خلق ربَّك ؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته ) رواه مسلم .
6- إذا وجد ذلك في نفسه فليقل ( آمنت بالله ) قال رسول الله ( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق اللهُ الخلقَ ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ) رواه مسلم. و ليكثر من النظر في كتاب الله و دلائل الإيمان وأسماء الله وصفاته وأفعاله الجميلة والجليلة. ويتفكر في آيات الله الكونية. وقراءة الأحاديث النبوية وسماع كلام أهل الحق والحكمة ومجالس العلم. قال تعالى ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ).
7- أن يتحلى بالثقة بالله وقوة القلب والعزيمة ويوقن ضعف الشيطان وكيده. وليعلم أن ارتفاع معنوياته ومستواه النفسي له أثر عظيم و دور كبير بإذن الله في حصول علاجه وتخلصه من الوسواس. قال تعالى ( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ). وقال تعالى ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ).
8- أن يكثر من ذكر الله والتدبر فيه خاصة الفاتحة والمعوذات وسورة البقرة. فإن لذكر الله أثر عظيم في اطمئنان القلب و طهارته وذهاب صدأه وقسوته ووحشته من الشبهات المحرقة والشهوات المظلمة. قال تعالى ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ).
و إذا ثبت أن الوسواس ناشئ عن مرض نفسي فلا بأس في تعاطي العلاج النفسي و الإستعانة بالمختصين وغير ذلك من الأسباب النافعة مع تلاوة القرآن و الذكر. قال رسول الله ( ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ) رواه البخاري.
وإذا قاوم العبد الشيطان على وسواسه وجاهده على ذلك وصبر على بلائه كان مأجورا على ذلك ولم يؤاخذه الله بما حصل منه وكان ذلك دليلا على كمال إيمانه ونور بصيرته . وقد وقع ذلك للصحابة فعن حديث أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: وقد وجدتموه. قالوا نعم. قال: ذاك صريح الإيمان ) رواه مسلم. والمعنى أن حصول الوسواس في نفوسهم مع كراهتهم له ودفعه عن قلوبهم هو من صريح الإيمان وليس المراد أن الوسواس من صريح الإيمان.
و الشيطان حريص أشد الحرص على الهجوم على قلب المؤمن الحق والوسوسة فيه لإفساده وإذهاب نوره ولن يتمكن من ذلك بإذن الله ما دام العبد متحصن بذكر الله. أما الكافر والمنافق فالشيطان مستغن عن الوسوسة في قلبه ليس بحاجة إليه لأن قلبه مظلم بالكفر. فقد جاء الصحابة لابن عباس وقالوا إن اليهود يعيروننا بقولهم نخشع في صلاتنا ولا تخشعون في صلاتكم فقال ابن عباس: وماذا يفعل الشيطان بالبيت الخرب.
أسأل الله أن يقوي إيماننا وينور بصائرنا ويقينا من شرور الشيطان ويحفظنا من كيده ويشف من ابتلي بالوسواس من المؤمنين.