بــسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
من شموع مدينة الـمشـريـة
الجزء الأول
تـألـيـف
بـداوي عـبـد الـرحـمـان
الــمــقــدمـــة:
الحمد للَه الذي ارسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله.
إن من سعادتي و حسن حظي أني أساهم بكلمات بسيطة لأقدمها وأثري بها بحثي هذا الذي أردت من خلاله أن أجمع فيه نخبة من الرجال المؤمنين، الصادقين، الصالحين وأترحم على أرواح المشايخ الذين ظلَ سعيهم و همهم الوحيد في الدنيا إكتساب العلم و نشره بين أفراد المجتمع و أتمنى الصحة و العافية و طول العمر للأحياء منهم، إنها كوكبة من الرعيل الأوَل الذين أشاعوا النور الفكري، الديني والعلمي وسط مجتمع محروم و مجرد من هويته العربية الإسلامية أثناء حقبة الاستعمار، أصروا على الجهاد في سبيل الله بعملهم الفكري و التربوي و بأموالهم وأرواحهم من أجل الوطن و الشعب، منهم من ترك أملاكه خدمة للإسلام والمسلمين و آخرين سعوا وساهموا في رفع المحن عن إخوانهم الضعفاء من المؤمنين جزآهم الله كل خير. لقد أنجبت المدينة عدة شخصيات بارزة في شتى الميادين و المجالات منهم من برز في عالم السياسة و الثقافة و منهم في القطاع العسكري و آخرين في الإدارة و الجانب العلمي و الديني و الفكري التربوي و منهم من تبوأ مناصب عليا في الدولة، كما أن لأسلافنا الأوائل الميامين المنعمين دورا بارزا في الدفاع عن حرمة التراب الوطني و المقدسات الدينية و ذلك من خلال مشاركتهم الفعالة في الثورة المظفرة و الملحمة الوطنية التي قادها المرحوم الإمام و المجاهد سيدي الشيخ بوعمامة من سنة 1864 إلى غاية 1881م، رحمهم الله و حشرهم مع الأنبياء و الصديقين و الشهداء أمين المقصود من هذا العمل الفكري هو حفظ تاريخ المدينة، من الضياع حتى يتسنى للأجيال الصاعدة التعرَف على الشخصيات التي برزت و سطع نورها في مختلف المجالات و الذين قضوا حياتهم في خدمة البلاد و الإسلام و المسلمين متمسكين بقيمهم و ثابتين على مبادئهم، أنبه عزيزي القارئ بأن محتوى هذا الكتاب لا يتضمن كل الشخصيات التي لعبت دورا هاما و بارزا على ساحة المدينة.
نشأت مدينة المشرية حوالي سنة 1881م هي مدينة جزائرية، تعتبر مركزا حيويا تقع في شمال الجنوب الغربي في ملتقى الطرق بين الغرب و الجنوب ووسط البلاد ،مرور السكة الحديدية بها كان سببا في نشأتها مما زادها حيوية من تدفق المسافرين المتوجهين نحو مختلف التوجهات، عدد سكانها يتجاوز حاليا77000 نسمة إحصائيات/2009، أكبر بلديات ولاية النعامة من حيث السكان و النشاط و الحركة و التجارة، تتميز بأراضيها الرعوية وتعتبر من الهضاب العليا و هذا بوجود السلسلة الجبلية ( جبل عنتر) الذي يعتبر واجهة رئيسية للمدينة يفوق ارتفاعه أكثر من 1700 م، كما تعتبر جوهرة الجنوب الغربي ومدينة الفن لما تحتويه من عدد هائل من فرق موسيقية في مختلف الطبوع و بها عدة فرق لكرة القدم أهمها فريق شباب المشرية، فريق عريق تأسس سنة 1936م و تحتوي المدينة على قاعدة عسكرية ومطار عسكري ومدني، أمَا سكانها فهم يتكونون من عنصرين أساسيين العنصر العربي الذي يتشكل من عدة قبائل، و العنصر الأمازيغي الذي نزح من مدينة بوسمغون و الشلالة و عسلة و القبائل الكبرى و إلى جانب هذين العنصرين هناك الفقيق من المملكة المغربية و الشناقطة من موريتانية و من مختلف مناطق ربوع وطننا الشاسع، انصهرت كل هذه القبائل و الأجناس و توحدت تحت لواء راية الإسلام و وحدة الوطن، كانت مدينة المشرية تستقطب العلماء و الفقهاء و ذوي الفكر، كانت ملتقى للنخبة المثقفة وحاملي العلوم الفاخرة من زاد الدنيا و الآخرة
يتبع