"عِشْتُ الغَدِيرَ"
عشْت الغدير ألتوي فيه ........... فما كان إلاّ أن أنادِي
يا حياتي هذا ماكان لي ..............في قَدرٍ و أنْت فُؤادِي
عشْت البيداء والخطَى تسيرُ............... على وقْعِ الحصَى وأنتِ رجائِي
فقلتِ هلمّي إليَّ يا بنْت العربِ............ فرَكضت إلَيك مهرولةً بعزائِي
تمنّيت لو أنِّي قضمتُ الرُّوح بيدي........... قبْل أن تقضمها الأرواح عنّي
يا غديراً، إليْك أشتكي دموعِي ............. لتمسحها عنِّي بحبْر أقلامِي
صندوقُ قلْبي أحْكَمتُ إغلاقه........... لتُدرك النَّفسُ مابقيَ مِن صبرِي
عنِيدة هذه لتفكَّ رباطة جأشي ........... وتمضِي في سبيل اللَّيث في قهرِي
زرَعَتْ رُعْبَ الضَّغينة فينَا ............ لتَكسبَ سيِّئات دَّهرِ
هنَا أمٌّ تنتظر الصغيرَ............. فتجده واكب أدْراج عصرِ
يا غديراً، ماذا ترى في أمَّتي؟؟............ خاب أملها في صاحب نفسِ
ترك العنان لها في يومٍ ............ فاسْتولتْ عليه فِي رَمشِ عينِ
صنديدة هذه نَفْسُ الغُرورِ .............. وأنا لها بصِنديد قلبِي
تَماشتْ بالمَكائِد لنَا ............... حتَّى زَرَعَتْ فِتْنَةَ قَهْرِ
نادى إليها الرَّسولُ وحذَّرنا .............. مِنْها، فكَانتْ أمرًا من مُهْلكِ
يا غديرُ، مالي أعيش في عصرٍ .......... سادته حضارة في دمارِ
يأْكُلُ ضعيفَ نفْسهِ لفَقرٍ ........... ناسيًا جلَالَةَ شأْنهِ وقدْرِ
علِيلَةٌ نفْس بَنِي آدمَ ............. فحَازتْ علَى طمعٍ مِن ضَبْعِ
دُنْيَا غريبٌ نَاسُهَا ............ كوحُوشٍ فِرَاؤُهَا مِن نَارِ
تنْسَى ولِيدَةَ حظِّهَا ............. لِتَبْحثَ عَن رِبْحِ دَهْرِ
يَا غديرُ، وصفْتُ النَّفْسَ ............... ولم أُوفِي حقَّهَا مِن ذرِّ
فَهيْهَات هَيْهَات مِن دُنيا ملذَّاتُهَا ........... فِتَنٌ بَيْنَ فِتَنِ
وهَيْهَاتَ هَيْهَاَت مِن نَفْسٍ شَهوَاتُهَا ............ رَكْبٌ فِي دمارٍ عَلَى أَخْلَاقِ
كرْبُ نفسٍ مِنْ كَرَبَاتِهَا دَيْنٌ ............. لِصَاحِبِ الضَّعْفِ والأُنْسِ
فَهيَّا مَعِي لِنُداوِيهَا عِلَاجًا ........... بِدواءِ الحُبُّ فِي أَجْوفِ
يَا غدِيرُ، هذه نفس بكيدها .......... حساب أمس تعيد في عمر
فحاول انت يا صاحبها ........... ان تعيش في نسيان الحدث
فَكُلُّ يَوْمٍ جَديدٌ هُوَ ربيعُ ............ صَدِيقِ الأَحِبَّةِ فِي كَلَمِ
وَدَعْكَ مِمَّا سَقَطَ عَلَى الْأَرْضِ ......... فَمَا سَقَطَ صَارَ مِنْ أَمْسِ
واْنظرْ إِلَى كُلِّ أَوْراقِ فَرَحٍ .............. وَانْسَخْهَا أَحدَاثًا فِي عَجَلِ
يا غديرُ، لَويْتُ النَّفْسَ فَالْتَوتْ............. عَجَائِبَ دَهْرٍ فِي قَوْمِ
فَإِن ضَاعَ الأَمْسُ مِنْهَا ............ تَجِدْ بَيْنَ يَديهَا يَومِ
وَإِن كَانَ اليَوْمُ رَحِيلَ وَقْفِهِ ........ فَالغَدُ آتٍ بِمَا تَحْمِلُهُ يُدِ
وَمَا لَهم مِن أَسَفٍ عَلَى أَسَفِ ............ إِن ضَاعَ عَمْرٌ فِي كَيْدِ الْمَكَائِدِ
نَسُوا الشَّمْسَ حِينَ تغيبُ.............. فَشُروقُهَا لُؤلُؤ مِن لُؤلُئِي
يا غديرُ، صَرَفْتُ الهَمَّ صَرفًا ............. فَغَابَ عَنِّي ِلخَوْفٍ بَعدَ فَزَعِ
اِعتَدْنَا الحُزنَ فِي حَيَاةٍ ............. مِلْؤُهَا الظُّلْمُ فِي ظُلَمِ
حتَّى صِرنَا جُزءًا مِنْهَا ............. خَوْفُنَا مِمَّنْ سَنُؤكَلِ
أَلوَانُ طَيفٍ تَابِعَتُنَا .............. ونَحْنُ لَهَا بِجُهَّلِ
لَوْنُ سَمَاءٍ بِزُرْقَتِهَا .............. وَبَحْرٌ مِدَادُهُ مِن حِبْرِ
يَا غديرُ، تَمَسَّكْتُ بِشُعَاعِ .......... شَمْسٍ، وَتَرَكْتُ قَلْبِي لِمَحَبَّةِ
وصُغْتُ المَشَاعِرَ بِجَوَارِحِي ......... وَعَزَلْتُهَا عَن كُلِّ مَقْرَحِ
فَإِن لَم أَجِد مَن يُسَاعِدُنِي .............. أَمُدُّ يَدَ العَونِ كُلَّ مَرَّةِ
وَلَا أَبْخَلُ الصَّغِيرَ بِعَطفِي .............. وَلَا الكَبِيرَ بِوَقْرَةِ
فَلَا يَسَعُ قَلْبِي الضَّغِينَةَ ............ وَلَايَسَعُ مَن غَرَسَنِي بِسَهْمِ
يا غديرُ، غَرَقْتُ فِي أَشْيَاءَ.......... عُمْرُهَا قِصَرٌ بَعْدَ جَوْدةِ
وَنَسِيتُ مَن أَسعَدنِي ............ بِوجُوهٍ لِكَثرَةِ غِبطَتِي
فَأَظْلَمْتُ قَلبِي وَسَوَّدْتُهُ ............. وأَنَا أَبحَثُ عن السَّكِينَةِ بِشَمْعَتِي
تَرَكْتُ القُلبَ رَهِينَةً بِيَدِي ............ ونَسِيتُ أَنِّي رَهِينَةَ نَفْسِي
فَعِشْتُ هُنَا وَهُنَاكَ أَرتَمِي............. قِلَالَ الأَخْلَاقِ مَن يَفْهَمِ
ارجو الإنتقاد و التقييم