قصيدة الفياشية

قصيدة الفياشية و هي نص مغربي أصيل، تجد تفاعلا كبيرا في صفوف الناس. تعتبر من مظاهر

الإنشاد الخاصة بالسماع الصوفي الذي يظهر نشاطه الموسيقي خاصة في الزوايا،

وذلك من أجل غايات تربوية وروحية محددة كالتعبير عما يختلج في دواخل الصوفية من أحوال ومقامات،

وتعبر بشكل إشاري عما وصلوه من أطوار في معارجهم الروحية.

لذلك فهو نشاط يرتبط بالسياق الصوفي وله خصائصه وشرائطه المحددة

اما مولفها فهو الشيخ المتصوف سيدي امحمد البهلول الشرقي المغربي
هذا نصها
الفياشية
انــا عبـــد رب لــه قــــــــدرة يهـون بها كـل امر عسيـر
فان كـنت عبدا ضعيف القوى فربي على كل شيء قديـر
مني اش علي * وانا عـبـد مـملــوك * و الاشياء مقضية * مافي التحقيق شكوك
ربي ناظر فيا * و انا نظري متروك * في الارحام و الاحشا * من نطفة صورنـي

أنا ماني فياش * اش علي مني * نقلق من رزقي لاش * و الخالق يرزقنـي

يـقـول لـمـا شـاء كـن فيكــون و يـبــدي سبحانـه و يعـيـد
و يـحـكـم فـي خلقــه مـا يشــا و يفعل في ملكه مـا يـريـد
في ظلمة الارحام * صورني من نطفة * و بدا لي بالانعام * نعـمة مـن كـل صنفـا
و خلق لي ما و طعام * و نعايم مختلفة * و نزلت بغير قماش * غطاني و سترنـي

و لا زال يـسـتـرنــي دائـمــــا فـسـبـحانه مـن حكيم عليم
و لا حــول لـــــي و لا قــــوة الا بـالالـه الـعلــي العظيم
ما زدت الا عريان * ما نعرف ذا من ذا * ستر الله المنان * و اجعل للروح غدا
لبن يجري بمنان * بشرابو نتغدى * و جعل لي الارض فراش * و السما سقفا مبني

فـسـبـحـان مـن عـمنـا فضلــه علينا له الحمد و الشكر فرض
يـجــود عـلـيـنــــا بـاحـسـانــه و يرزقنا من سماء و ارض
الارض بساط الله * و أنا في ملك الله * و الخلق عيال الله * و أنـا مـن خـلـق الله
و الارزاق على الله * ناكل من رزق الله * ما نتحير من أش * نصيبي يلحقني

تـجـولت بالـفـكـر فـي هل أتى و قلت لقلبـي كفـاك الجليـل
مـدبـر امـري و لا عـلـم لــــي هو الله حسبي و نعم الوكيل
يا قلبي ثق بالله * فهو المعطي المانع * و ارض بقضاء الله * لنك إليه راجع
ماذا في علم الله * و الخير في الواقع * تدبيرك ما يسواش * عن تدبيرك دعني

بـتـقـديـر مـولاك كـن راضيـا و لا تنزعج ابدا من حرج
جــرت عـادة الله فــي خـلـقــه اذا ضاق امر اتى بالفـرج
يا قلبي لا تهتم * و اترك هم الباطن * المقدور محتم * كيف ترى وتعاين
سلم تسلم و اعلم * أن المقضي كاين * من قوى قلبو عاش * في الدنيا متهني

و كـم ليلـة بـت فـي كـربــــــة يكاد الرضيع لها ان يشيب
فــمـا اصبـح الصبح حتى اتى مـن الله نصر و فتح قريب
آية الم نشرح * نقرا تشرح بالي * و بفضل الله نفرح * و تحق البشرى لي
يا قلبي أمس و أصبح * من الدنيا سالي * و اقنع بالشي و بلاش * من يقنع يستغني

إذا كـنـت بـالـيـسـر مـسـتـقنعا بـمـا قد كفا لم تروع بديـن
و لـم يـاتـيـك المـقتضي داعيا مع الحكم و العقد بالشاهدين
خذ الرفق ادليلك * و اترك عنك التقدير * و تزود لرحيلك * و بسير أزمانك سير
و تقنع بقليلك * يأتيك الله بكثير * كم عارض بعد أرشاش * ينهل من المزني

بـمـيـسـورك اقنع فكم عارض قوي أتى بعد ضعيف الرشاش
فـاصبـر لهـا ساعـة تـنـقـضي وحـال يـجوز و دنيـا ولاشي
ما الدنيا غير مزاح * و أنت عليها مكبي * في اللهو مسا و صباح * عقلك منك مسبي
ريح عقلك ترتاح * من تعبك يا قلبي * ذا التعب الكل علاش * اقـل الشي يغـنـي

غنى النفس في ترك ما تشتهي و من فقرها شوفها للفضول
و مـن لا يخالـف هـوى نفسـه فلابـد لـه من عتاب يطول
خالف نفسك و اقطع * كل علايـق عنك * و الشهوة لا تتبع * و أسقطها مـن ذهنك

و غراس هواك اقلع * أفة نفسك منك * للشهوة يا طياش * حالك ما يعجبني

تـمـيـل الـى شـهـوة لـم تنـفــــد و في طاعة النفس تعصى العدول
ضــلال الـعـقول اتباع الهوى و لا حيلة في ضلال العقول
قالوا لي بعض الناس * تعقل يا بهلول * و اترك عنك الوسواس * و اعلم ما انت تقول
و ابني الحيط على الساس * لأن رباطك محلول * قلت لهم دون هواش * أنصفتم لكني

مـن الله ربـي ارى كــل خـيـر يرى على خاطري كل شيء يهون
و كم ذا من الناس تحت الثرى و من انا في الناس او من اكون
في الدنيا اش نكون * حتى همت بوجدي * الدنيا دون و دون * أش قيمتها عندي
لاش تقولو مجنون * و حجاري في يدي * أش لكم عني أش * خلوني في جني

و مـا ضـرنـي القول من قائل و لا كـــل قـول لـه يلتفـت
و مــن قـال خيـرا يجـازى به و يرحم من قاله او صمت
قالوا لي يا مجنون * لا تدخل للجامع * إلا بهدنة و اسكن * و أنت لله خاشع
قلت لهم واش نكون * حتى ما نتواضع * احظى مني الدرباش * و ترابو جانستي

كـأنــي بأن لـــم اكـــن كائنا فقد لاح شيبي و حان اقتراب
من جـنـس التـراب انا و لكن اعود ترابا من جنس التراب
التراب جنسي * كانت اصل الخلقة * و لها في رمسي * اعضـاي ملتحقــة
فيها نمسي منسي * و عظامي ممتحقا * فضلة دود و خشاش تراب * يرجـع بدني

من الارض كـان ابتـداء خلقنا و فيها نعود و منها الخروج
و قـد قـيـل مـن يتضـع يـرتفع و لا يرتقي للمعالي عروج
اين تقولوا نجلس * ما عندي في ذا باس * باسم غير معبس * كتراب الأرض مداس
الدربل نلبس * و الشملة و الدنفاس * القلنسوة و الشاش * و الديباج اليمني

إذا كـان قلبـي سـلـيـمــا فــــلا ابالي بحالي و لا كيف كان
و ان لــم تـكـن تـسـتـقـم باطنا فأين يجوز لـك الطيلسان
نوصيك بتقوى الله * في سرك و الاعلان * لا تنظر الا الله * حاضر في كل مكان
و اذا ينفعـك الله * ليس يضرك إنسان * صفيها من الاغشاش * إن كنت تطاوعني

الا فاطلب الله في حاجتك و لا ترفع الـراس الا اليه
و فوض لـه كــــل امـــــر و لا يـكـون اتـكـالـك الا عليــه
قالوا لي وقتك ضاق * و انفق ما تكسب * قلت الخلاق و الرزاق * مـن ذا يقوى يحسب
قالوا لي امش في الأسواق * و تحصل و تسبب * قلت فراخ الأعشاش * رازقهم يرزقني

علـى رازق الـطـير في وكره توكلت و هو القوي الحميد
فلابـد مـن كـون مـا قد مضى و ليس يكون سوى ما يريد
قـالـوا فـكـرك عمر * بمسايل تتوالى * قلت الخلاق ابصر * سبحانه و تعالى
قـالـوا رايك دبـر * قلت لهـم لالا * والله حبة خشخاش * رايي ما يطعمني

رضـيــت بـمـا قـســم الله لــي و فوضت امري جميعا اليه
لــه الخلق و الامر و هو الذي عليه اتكالي و رزقي عليه
قالوا لي قم اخدم * قلت الخدمة شرفي * ان لم نخدم نندم * و غليلي مـا نشفي
بحزام نتحزم * انشمر عن كتفي * نخدم حتى الحماش * ان كـان يخـدمـني

اشـد حـزامــا علـى محـزمــي اخـدم حتى أذوق الحمام
و لا التجي لابـــن أمي و لا الى غيره من جميع الانام
قالوا الوقت سمج * قلت بناسو لقساح * قالوا اطلب و تحوج * قلت الحاـجة تقجاح
قالوا قم تزوج * قلت لهم من يصلح * قالوا ما عندك باش * قلـت الله يريحني

بـفـقـري تعـايـرنـي زوجـتــي و تقهرني بلسان طليق
و تدعو الضرورة مــن اجلهـا لبعض الفعال التي لا تليق
بالله يـا عـذالـي * خلـونـي فـي حالي * ما يتعلـق بالـي * بجـديـد و لا بالي
عني واش اعمالي * التسليم أولى لي * عن عيبي يا فتاش * اتـرك ما لا يعني

دع الناس في حالهـم و اشتغل بنفسك و قل يا سلام
و اياك و الخوض مـع خائض فيما ليس يعني كثير الكلام
من خاض مع خائض * في مهلكتو دراس * و النمام القراض * ما تحمله الانفاس
معترض للأعراض * و أكل لحوم الناس * مثل الكلب النهاش * بالخـزر يتبعني

لا تـغـتـب و لا تـسـمـع غيـبـة فـفـيـهـا وعـيـد شـديـد أتى
فـغـيـبـة مـن انــــت تـغـتــابـه كـاكـلـك مــن لـحـمــه ميتا
يا من يزعم انو عاقل كيس نوصيك * إسلامك من حسنو تركك ملا يعنيك*
دينك اسال عنو حتى يتقوى فيك * و إن ظلموك لو باش * قل لهم اذني

و كـافـئ المـسـيـئ بخير و لا تكن مثله و اصطبر للكرب
و عـمـتــك الـنـخـلة كن مثلها لرامي الحجارة ترمي الرطب
عفوك عن ظلمك * بعض مكارم الأخلاق * و مواصلتك لمن حرمك * مما يرضي الخلاق
و وصلك من قطعك * نور باهج يشرق * الدنيا الكل و لاش * نحي زول عني

فـكـــم اقـبـلـت بـعـدمـا ادبرت و كـم ادبـرت بعدما اقبلت
و بـعـد الرجوع صفت على غـديـر جـوانـبـه و لولت
ربي جعلني مومن * موصوف بالايمان * و لمن اسا نحسن * معروف بالاحسان
مني الجار ما من * في الدار و في الدكان * و لاخواني بشاش * نوصل من قاطعني

الهـــي سالـتـك بالمـصـطفى اقـل عثرتـي يا مقيل العثار
و يوم القيامة لا تـخـزنـي و لا تحــرق الجسم مني بنار
نحمد ربي و على * خير الخلق نصلي * و على أصحاب الفضلة * نرتجى يسمح لي
و حديث حما ليلا * غربني عن أهلي * للمسعى عقلي طاش * و القدرة زمتني

اذا لاح بـرق و هـبــت صـبــا تـذكـرت أيـام تـلـك الليـال
ليـــال الـســـرور و أيـامـهــا من العمر كانت كطيف الخيال
قلبي كل في الشرق * وأنا في الغرب غريب * من نجد يلوح البرق * نبقى في حال عجيب
حتى تعجب لي الخلق * لما نحضر و نغيب * طير مقصص الارياش * في حالو يشبهني

فـيــا رب سامـح لـنــا كـلـنـــا انلنا المنى و الرضا بالقدر
و للـــوالــديـن كــن راحـمــــا و من غاب منا و من قد حضر
و سلام على الجميع * يحكي المسك الفاخر * و على السادات جميع * أولهم و الآخر
و كل مستمع إن راى عيبا ستر * منعت الخش البياش * أرباع اوربحني

تـــامـــل نـظـامـا بـتـطـريــزه يحاكي الرياض البهيج النزيه
فـخـذ بـيـن دوحـــه نزهة و قل لو ترى العيب لا عيب فيه
اذا تتامل في ذا النظام تفهم الأوزان *تجد بستانا خفي * زهر معانيه الوان
..........
و قد تغنى و أنشد الفياشية العديد من المطربين و المنشدين المادحين
ولسماع القصيدة بصوت المطرب باجدوب
من هنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

جزاك الله خيرا